السبت، 6 فبراير 2016

جنديٌ شجاع ومسؤولٌ مقصّر !


تغمرنا الفرحة ونمتلئ فخراً حين نشاهد أبطال الوطن رجال قواتنا المسلحة الذين يدوسون كل الصعاب بأقدامهم ويحملوا راية التوحيد بيد؛ وسلاحهم الذي يردعون به العدو في اليد الأخرى، تتزاحم الدموع في أعيننا ونحن نرى استبسالهم وتقديمهم أرواحهم رخيصة دون حمى الوطن.. حقّاً نفخر بهؤلاء الأسود الذين يعطون كل يوم درساً لكل مسؤول خذل الوطن والمواطن في الأمانة التي حملها.
يا مسؤولين (والكلام هنا موجه لجميع الذين خانوا الامانة ولم يكونوا على قدر الثقة التي مُنحت لهم).. هؤلاء الشجعان الذي يقفون على الحد الجنوبي إنما يرخصون أرواحهم لأنهم غيورين على الدين والوطن.. وتضحياتهم التي ترونها إنما هي من أجل الوطن .. من أجل الأطفال والنساء والشيوخ.. هم عبّروا عن انتمائهم الحقيقي لوطنهم حين وقفوا كالجبال الشم بوجه هجمات العدو؟ وسالت دماؤهم من أجل أن ينعم الناس بحياة آمنة مطمئنة.. فمتى تأخذون الدروس والعبر من تضحيات هؤلاء الأبطال، وتكونوا على قدر المسؤولية التي اُنيطت بكم؟
فلا ندري إلى أين تريدون بالبلد؟ والى أين أنتم سائرون به بتقصيركم وإهمالكم ؟ ومتى تستفيقوا وتكفوا أيديكم عن العبث بأموال الوطن؟ متى توقفوا فسادكم المالي والإداري الذي دمر البلاد والعباد؟ متى تنتبهوا الى ما حصل ويحصل للبلد بسبب سوء إدارتكم وسوء قيادتكم قبل فوات الأوان ؟
حتى المسؤولين الذين عفّت أيدهم عن السرقة، يندرجون في خانة المقصرين إنْ لم يكونوا أكثر شجاعة وجرأة ومصارحةً لشعبهم، فلا يكفي أن يمتنعوا عن الحرام، بل مطلوب منهم أن يقفوا وقفة رجل واحد ويقوموا بتعرية كل السرّاق والفاسدين وجرّهم للمحاكم لينالوا جزاء ما اقترفت ايديهم بحق الوطن والمواطن.
والله لا نكره أحداً منكم ولا نعاديه؛ لكنها رسالة نوجهها لكم.. بأن تطووا صفحة التقصير والخذلان لوطنكم، وأن تفتحوا باب الثقة بينكم وبين مواطنيكم، فأنتم الأساس والبلد أمانة في أعناقكم، إما أن تكونوا على قدر الثقة التي مُنحت لكم، أو أن تستقيلوا وتفسحوا المجال لغيركم.
ختاماً: لم يكن لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسائل اتصال أو مركز معلومات وهو في المدينة المنورة ومع ذلك أقسم وقال: “والله لو عثرت بغلة في العراق لسئلت عنها بين يدي الله يوم القيامة لما لم أسوّي لها الطريق”.. أما أنتم فتمتلكون اليوم من الإمكانيات والأدوات ما تمكنكم من سماع حتى دبيب النمل ان أردتم.. فتتبعوا الفاسدين واضربوا على أيديهم وانقذوا البلاد والعباد منهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق