الأحد، 17 يناير 2016

ألم تخجلوا من أنفسكم؟!

أستغرب من كل مسؤول تسنّم منصباً ومكث فيه لسنوات دون أن يحقّق إنجازاً يُذكر للوطن والمواطن، عجباً.. ألم تحرّككم شيمتكم وغيرتكم على بلدكم وشعبكم من أجل النهوض به في كل المجالات؟ الم يأنبكم ضميركم وانتم تزورون دول العالم المختلفة وتشاهدون بملء أعينكم التقدم الكبير وحركة البناء المتسارعة فيها؟ ألم تخجلوا من أنفسكم وأنتم ترون كيف يسابق مسؤولو تلك الدول الزمن من أجل تقديم أفضل الخدمات لمواطنيهم؟ أم أنكم اكتفيتم بالوقوف متفرجين على معاناة شعبكم الذي يستحق التضحية وتحدي الزمن من أجل توفير الحياة الرغيدة له؟! خصوصاً وأنّ أغلب تلك الدول لا تملك ربع ما نمتلكه من ثروات حبانا الله بها.
اسمح لي يا معالي الوزير وحضرة الأمين.. نزولاً إلى مسؤول أدنى منصب في الدولة -ممّن زاروا البلدان الأخرى واطّلعوا على حركة العمران فيها ومستوى خدماتها الممتازة- ، أن أطرح عليكم بعض الأسئلة:


– ألم تخجلوا من أنفسكم وأنتم ترون جمال شوارع الدول التي زرتموها؛ كيف أنها نظيفة وأشجارها باسقة تسرّ الناظرين؟ بينما شوارعنا عبارة عن برك للمياه ومطبات وحفر؟!
– ألم تخجلوا من أنفسكم وأنتم تشاهدون جفاف شوارعها رغم أنها بلدان تتهاطل عليها أمطار غزيرة ومستمرة؟ بينما مدننا تغرق من أول رشة مطر ؟!
– ألم تخجلوا من أنفسكم وأنتم تتنقّلون بسهولة عالية -لا يخالطها كدر زحمة الرياض- من مكان لآخر عبر شبكة مواصلاتهم المتنوعة، من مترو الانفاق الذي يسير تحت الارض وفوقها، إلى الترام فاي والجسور المعلقة المختلفة التي تسهل حركه تنقل المواطنين، بينما الداخل في زحمة شوارعنا مفقود والخارج منها مولود؟!
– ألم تخجلوا من أنفسكم وأنتم تناظرون الأماكن الترفيهية والمجمعات السكنية الحديثة والمشافي المتطورة والمجهّزة بأحدث الاجهزة الطبية والمصممة بأجمل التصاميم المعمارية ؟ بينما أماكن الترفيه في المدن التي تديرونها تحوّلت إلى مكبات للنفايات ومستشفياتنا صارت بؤر للفئران والصراصير ؟!
– ألم تخجلوا من أنفسكم وأنتم تلاحظون التغيير في واقع البنى التحتية لتلك الدول بفترات قياسية؟ وهل قارنتموها بما لدينا؟!
– ألم تخجلوا من أنفسكم وأنتم تشاهدون كيف أنهم استغلّوا فئة الشباب وحوّلوهم إلى طاقات هائلة أخذت على عاتقها بناء بلدانها وتقدمها وازدهارها حتى جعلوها في في عداد الدول المتقدمة؟ بينما شبابنا غارقون في بحر الإهمال ووحل البطالة بعد أن منحتم حقوقهم للعمالة الوافدة؟
– ألم تخجلوا من أنفسكم وأنتم ترون كيف أن قوانينهم وجهاتهم الرقابية قضت على الفساد ووأدت المحسوبية والرشوة وسوء استغلال المنصب؟ بينما الفساد لدينا أصبح يراودنا حتى في أحلامنا، فالكل يزأر بمحاربته، لكنه في الواقع، متجذّر في مؤسساتنا التي تحوّلت إلى دكاكين لتحقيق منافع القائمين عليها !
وألم تخجلوا … ألم تخجلوا .. ألم تخجلوا…؟!
قد تكون كلماتنا جارحة وحادة لك عزيزي المسؤول، ولكن طفح الكيل، لأننا نرى الفساد والمُفسدين يزدادون كماً ونوعاً، وأوردوا مؤسساتنا المهالك ضاربين عرض الحائط كُل القيم والمبادئ الأخلاق الحميدة زيادةً على الأمانة التي ضاعت وأصبحت آخر ما يفكّر فيه معاليكم !!
بقي أن نقول: المضحك المبكي أننا نشاهد الفاسدين الذين دمّروا مؤسسات الدولة، يتحدثون عن الفساد المالي والاداري بكل وقاحة، وكأن الشعب هو الذي سرق أموال البلد! نأمل أن يكون الأوان قد آن لإخراج الفاسدين من جحورهم التي يتحصّنون فيها ومساءلتهم عن كل ما اقترفوه بحق الوطن والمواطن واستبدالهم بأكفّاء يكون همّهم إعلاء شأن هذه البلاد وخدمة أهلها .

هناك تعليقان (2):

  1. كلامك صحيح وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم موضفين وبذات جيزان

    ردحذف
  2. اناعندي مشكله وابغى من كل انسان يشوف رسالتي ويبغى يعمل خير هذاء رقم جوالي 0534633379يكلمني جوال اخوكم علي عيسى حدادي

    ردحذف