الأحد، 3 يناير 2016

إعلامنا يفشل في الإختبار مجدداً !


افتراءات ملفقة وأكاذيب سمجة وإساءات متكررة وحملات تشويه يتم توجيهها بين وقت وآخر للمملكة قيادةً وشعباً، من قبل قنوات تلفزيونية وصحف ومواقع الكترونية وإعلاميين تقف خلفهم وتحرّكهم أصابع ملالي طهران الملطّخة بدماء الأبرياء في أكثر من بلد عربي مسلم.

آخر هذه الحملات كانت يوم أمس، فما أن أعلنت وزارة الداخلية عن تنفيذ القصاص بـ47 إرهابياً بضمنهم نمر النمر، حتى واجهتنا سيول من الاتهامات وحملات التشويه أطلقها الإعلام الإيراني وصدّقها وردّدها إعلام دولٍ أخرى، منها الإعلام الغربي والإعلام المصري الذي دأب على مهاجمتنا رفقة ربيبه الإيراني!
أين إعلامنا من هذا؟
للأسف، وقف إعلامنا عاجزاً أمام هذه الهجمة الشرسة، لافتقاده استراتيجية واضحة المعالم التي أدّت لِأنْ تكون سياسته عبارة عن ردات فعل وليست سياسة مدروسة، فقبل عاصفة الحزم وبعدها كان تعامله مع مثل هذه الحملات ذات البصة الإيرانية الخبيثة والتي أصبح الإعلام الغربي يرددها كالببغاء؛ تعامل وقتي وعابر وانفعالي، عكس الإعلام الخارجي الموجّه بالضد منّا والذي يعمل وفق استراتيجية معدّة مسبقاً وسياسة مرسومة.
فلازلنا إلى اليوم لم نُدرك بأن الإعلام هو أداة من أدوات السياسة الخارجية لجميع الدول، هذا إنْ لم تكُن أهمّها، حيث أن أغلب الدول فطنت لأهميتها منذ فترة بعيدة، فهي لديها اليوم قنوات موجّهة لشعوب الدول الأخرى وخصوصاً لشعوب الدول العربية، فَمَنْ منّا لا يُتابع البي بي سي أو وروسيا اليوم أو الفرنسية وغيرها الكثير؟ بل حتى الدول المجاورة لمنطقنا العربية لم تغفل هذا الأمر، فكم قناة إيرانية ناطقة باللغة العربية تعمل ليلاً ونهاراً على غسيل دماغ المشاهد العربي؟ بالإضافة الى القنوات التركية الموجّهة.
أمّا نحن (في دول الخليج العربي) ففي المجال الإعلامي لازلنا بعيدين كل البعد عن إدراك أهمّيتها، فَلَمْ نستغل إمكانياتنا المالية إلّا في إنشاء وشراء قنوات ومجموعات إعلامية متخصّصة في الرياضة واللهو والرقص واستنساخ البرامج الغربية، وهو ما جعلنا أكثر عرضةً لحملات التشويه المسعورة، وأقلّ مناعةً في مواجهتها !
فالحق كان معنا في عاصفة الحزم التي انطلقت لإغاثة الشعب اليمني الشقيق من العبث الإيراني عبر أداتهم الرخيصة جماعة الحوثي، لكن غياب اعلامنا الرسمي والخاص الغير مبرّر عن الساحتين الإقليمية والدولية، مكّن إيران من إقناع الصحافة العالمية بمزاعمها وأكاذيبها عن المملكة، وخدعت الرأي العام الغربي، وكذا الحال فيما يخصّ حادثة تدافع منى!
بشكلٍ عام؛ المحتوى العام للإعلام السعودي الرسمي والأهلي ليس في مستوى قامة المملكة لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا حتى اجتماعياً، وهذا لا يتناسب مع الحرب الإعلامية التي نواجهها ولا مع الدور الذي تضطلع به المملكة حالياً؛ إقليماً ودولياً.
لذا آن الأوان لِأن نصحوا ممن غفلتنا ونستيقظ من رقادنا ونبدأ بترميم مؤسساتنا الإعلامية وننهض بها بشكل يجعلها مؤثرة وفاعلة ومؤهلة للدفاع عن بلدنا ضد من يسعى لتشويه صورته، فبلا شك الإعلام الموجّه باحترافية وموضوعية هو صوتٌ وسلاح للتعريف والتخويف وهذا لن يكون إلا من خلال العمل على تجديد الدماء في المناصب العليا في الوزارة والأجهزة الإعلامية تماشياً مع متطلبات المرحلة الحالية، فلا يكفي تغيير الوزير فقط، بالإضافة إلى وضع خطة إستراتيجية إعلامية مستدامة تبتعد عن ردّات الفعل والإرتجال، ولنضع أمام أعيننا بأن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، فضلاً عن فتح قنوات للتواصل ذات أثر فاعل، وبلغات تخاطب الشعوب الأخرى خصوصاً الدول الغربية والشعب والإيراني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق