الجمعة، 22 يناير 2016

يداوي الناس وهو عليل!

لا شك أنّ من يقرأ العنوان يجد أن في طيّات السطور التالية، شيء قد يكون محزناً ومخيباً للآمال.. نعم هو هكذا الحال واليك عزيزي القاريء حكاية مادفعني لكتابة هذه السطور وبعنوانها الذي قرأتْ.
قبل فترة.. وفي خضمّ أزمة الإسكان التي يعاني منها غالبية المواطنين، عقد وزير الإسكان ماجد بن عبدالله الحقيل لقاءً مع مسؤولين مصريين يبحث فيه “فرص الإستثمار في مصر الشقيقة”!! وكأنّه أنهى مشاكل الإسكان التي نرزح تحتها منذ سنين طويلة واتّجه لعلاجها في البلدان الأخرى!!

واليوم تطالعنا الصحف بخبر موافقة مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية على تخصيص مبلغ 450 مليون ريال، كقرض للمساهمة في مشروع تطوير مستشفى القصر العيني في مصر، وأوضح سفيرنا هناك أحمد بن عبد العزيز قطان؛ أن مدة القرض تبلغ 20 عاماً، منها (خمس سنوات فترة سماح)!!، مؤكدًا في ذات الوقت أن هذا الدعم يساهم في دعم التنمية في جمهورية مصر العربية.
لن أتحدث هنا عن حجم المبلغ أو فترة القرض التي تتضمّن مدة خمس سنوات (فترة سماح)، في الوقت الذي حين يتقدّم المواطن للاقتراض يقولون له: “عليك سداد 30% مقدماً”، بل سأتحدّث عن الشطر الأول والأخير من الخبر، الأول: (للمساهمة في مشروع تطوير مستشفى القصر العيني) والثاني: (مؤكدًا في ذات الوقت أن هذا الدعم يساهم في دعم التنمية في جمهورية مصر العربية)!، فمن الأولى في التطوير، مستشفياتنا أم مستشفيات الغير؟ ومَن الأولى في دعم تنميته، المملكة أم مصر؟
لماذا نسارع في تطوير البنية التحتية للبلدان الأخرى وندفع عجلة التنمية فيها، ونهمل البنية التحتية “المترهّلة” في بلدنا، ونترك عجلة تنميتنا تسير ببطء؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله”؟ نحن أهلكم؛ وهذه دوائرنا ومؤسساتنا تستجدي اهتمامكم
هل نسيتم أنّ مستشفياتنا أصبحت عبارة عن كابوس يطارد المرضى، وقصص ضحايا الأخطاء الطبية باتت الوجبات الدسمة للصحافة، وهل نسيتم أنّ الأسرّة في مستشفياتنا في تناقص مستمر، وكلما دخل المواطن لإحدى المستشفيات يصطدم بعبارة: “عذرا .. لا يوجد سرير”!، لماذا تغفلون مشكلة تأخّر المواعيد التي قد تصل إلى أكثر من عام ! وهل علمتم أن هذه المشاكل لها ثمنها الباهض؟ ثمنها عزيزي المسؤول هو طلب العلاج في الخارج، فمستشفيات الأردن وحدها تستقبل أكثر من 60 ألف سعودي سنوياً ، يضخون مبالغ تصل إلى أكثر من مليار ونصف المليار ريال، وهذا ما أكّده رئيس جمعية المستشفيات الخاصة بالأردن، الدكتور عوني البشير
عجبٌ عجاب .. كيف تهملون كل هذه المشاكل التي تعاني منها مستشفياتنا وتتجهون لتطوير مستشفيات الدول الأخرى؟ اتركوا مشاكل غيرنا يحلّها أهلها فهم أدرى بها وبطرق علاجها، والتفتوا إلى جنبكم لتروا ملامح مؤسساتنا ودوائرنا كيف أنّها تستجدي بعض اهتمامكم !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق