الجمعة، 18 مارس 2016

من يفتح صندوقه الأسود؟

الكل يعلم بأننا نمر اليوم في مرحلة حساسة وحرجة، فالوطن يقاتل أكثر من عدو على أكثر من جبهة داخلياً وخارجياً، والأعداء يتفننون في ابتكار وتطوير أساليب هجومهم، حتى أنهم وسّعوا في الفترة الأخيرة من دائرة التلفيق والتأويل والاتهامات الكاذبة والإدعاءات المزورة ضد الوطن.

فإعلام الملالي ولوبياتهم؛ نجحوا في تضليل الرأي العام الغربي، بعد ترويض إعلامهم الذي هو الآخر لم يكف عن اتهامنا بدعم الإرهاب، وتمكنوا – الملالي – من رسم صورة قاتمة لتدخل التحالف الذي تقوده المملكة لمساعدة الشعب اليمني، إلى جانب ترسيخهم صورة سوداوية في أذهان الكثير من الأوربيين بأننا “مجرمي حرب ومتسببين في معاناة اليمنيين”، ولسنا منقذين لهم من إرهاب الحوثي!
هنا إعلامنا لم يقف عاجزاً عن تفكيك هذه الروايات المزورة والحكايات الملفقة ودحض كل هذه الإدّعاءات والشائعات التي زيّفت الحقائق وخدعت المجتمعات والشعوب الأخرى فحسب، وإنما أخذ يتسابق إلى ترويج أكاذيب الأعداء، وإلى تلميع أكابر مجرميهم واستضافة بعض حثالاتهم!
فكل يوم يطلّ من خلاله علينا “قزم” معادٍ للوطن، من قادة مليشيات وشبيحة على مختلف صنوفهم، لينفثوا سمومهم ويطلقوا أكاذيبهم وادّعاءاتهم، آخرها كانت استضافة قناة الإخبارية للأردني نصير العمري الذي لم يدع كلمة بذيئة إلى ورمانا بها، ولا اتهام باطل إلا ألصقه بنا: لاسيما فيما يتعلّق بدعم الشرعية في اليمن الشقيق، بعد ذلك تخرج هذه القناة لتعتذر عما حصل، وكأنها لا تعلم مَن هو نصير العمري!
حقيقة منذ انطلاق عاصفة الحزم التي مر عليها وقت ليس بالقليل، وأنا أحاول أن أجمع شتات نفسي، شتات جسدي كله وليس عقلي ويدي وعيني فقط، لعلني أصل إلى صورة تقنعني بأن الذي يجري في إعلامنا هو ليس خيانة للوطن، لكنه يُثبت يوم بعد آخر؛ بأنه ليس خائناً فقط؛ وإنما مصرّ على الخيانة ومجاهر بها !
وسائل الإعلام سواء كانت حكومية أو مملوكة لأشخاص بعينهم تحتاج إلى عاصفة حزم تطهّرها ممّن أبحروا بها بعيداً عن الوطن، لتُنهي هذه الحقبة السوداء التي فيها أبواب إعلامنا مفتوحةً على مصراعيها لجوقة طبول ومعادين للوطن دأبوا على الترويج للخصوم والتخندق في خندقهم، فبسبب ضعف هذا الإعلام وخيانته – إلا ما رحم ربي- أضحت صورتنا تُرسم للرأي العام بالشكل الذي يتوافق مع رؤية العدو.
لكن يبقى السؤال مطروحاً؛ ما السرّ وراء عدم محاسبة إعلامنا رغم عدائه المعلن للوطن؟!
هناك “سر خطير” خلف ذلك، فمَن سيفتح صندوقه الأسود ومتى؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق