الجمعة، 25 مارس 2016

ضد الإرهاب و ضد النفاق العالمي!

الإرهاب وقتل الأبرياء جريمة في كل مكان سواء في بلجيكا وتركيا وفرنسا والسعودية وسوريا وفلسطين والعراق، إلا أن النفاق العالمي في التضامن مع ضحاياه حسب جنسياتهم، لا يقل بشاعة عن الأعمال الإرهابية ذاتها.
الهجوم الدموي الذي حصل في بلجيكا مؤخراً، لا أحد يختلف على أنه فعل إرهابي مستنكر ومدان، لكن عالمنا العربي والإسلامي مليء بجرائم ومجازر تحدث يومياً هي أكثر بشاعة وفظاعة من هذا الهجوم، إلا أنها لم تُحرّك ضمير هذا العالم المنافق!
لماذا لا يظهرون إلا للتنديد بما يتعرض له أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأشقر، مع أن طائرات الغرب “المتحضّر” ترتكتب يومياً مجازر دموية يذهب ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء في سوريا والعراق بحجة محاربة الإرهاب، وأين هم من جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في غزة وإخواننا في بورما؟
من حق كل حر في العالم أن يتساءل: لماذا أجمع العالم على إدانة قتل بضع عشرات من المواطنين الفرنسيين والبلجيكيين، ولم يُدِنْ قتل عشرات الآلاف من المدنيين في بلداننا؟ ولماذا أدان العالم كله الهجوم الذي تعرضت له لمجلة “شارلي إيبدو” لأنه اعتبرها قمع لحرية التعبير في فرنسا، ولم يُدِنْ “قمع النفس البشرية” بذاتها في عالمنا العربي والإسلامي؟!
والأعجب من تعاطف تجار الحروب والسفاحين كبوتين وأوباما وخامنئي والذين سفكوا دماء مئات الآلاف من الأبرياء في العراق وسوريا وأفغانستان، مع بروكسل، هو تسابق المسلمين للإعتذار عن هذه التفجيرات رغم أنه ذنب لم يرتكبوه هم، بل واكتست أبراج عدد من الدول العربية بالعلم البلجيكي كما اكتست سابقاً بالعلم الفرنسي، في حين لم نشاهدها يوماً تكتسِ بأعلام الدول الإسلامية التي يضربها الإرهاب يومياً كان الأجدر بكم معشر المسلمين أن تعتذروا للاجئين من أبناء جلدتكم الذين يموتون برداً والمحاصرين الذين يموتون قصفاً وجوعاً، ولم يجدوا منكم أي وقفة معهم صحيح أننا ضد قتل الأبرياء والمدنيين في كل مكان ولكننا أيضاً ضد النفاق العالمي وضد دموع التماسيح، فهناك (إرهاب أفراد ومنظمات) لا يؤيده أحد، ولكن هناك (إرهاب دول) يحدث باسم مجلس الأمن.. فكفاكم نفاقاً !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق