الأربعاء، 20 أبريل 2016

المواطن والهامور وجرافة الأمانة!


أمر محزن ومقلق للغاية ما شاهدناه في قرية عمق بمكة المكرمة، أرتال من الجرافات، إطلاق نار، رجال اعتُقلوا وآخر نُقل للمستشفى نتيجة إصابته بطلق ناري، ونساء يصرخن في الشوارع ويستغثن لمنع هدم منازل القرية التي يبلغ عددها ثلاثة آلاف منزل يقطنها أكثر من 15 ألف نسمة وفيها مدرستين تم تجهيزهما وبناؤهما من قبل وزارة التعليم، بالإضافة إلى محلات تشرف عليها أمانة العاصمة المقدسة.
وبعد الضجة الإعلامية التي رافقت عملية وصول الآليات للقرية، خرجت الأمانة ببيان دلّ على تخبّطها، فمن جهة قالت “لم نتعرض للمساكن المأهولة” وفي نفس البيان تعود لتؤكد على “تعويض أصحاب المنازل المأهولة” فإذا لم تكن لديكم نية لهدم المنازل المأهولة، فلمَ تريدون تعويض أصحابها إذاً ؟!
أنا هنا لستُ في موضع الدفاع عن “المناطق العشوائية” ولن أخوض في التفاصيل التي ألجأت هؤلاء المساكين إلى تشييد مساكنهم في هذه القرية، ولكن لماذا المواطن دائماً هو الضحية، بينما الطرف الرئيسي بهذه المشكلة في مأمن ولا يسائله أحد؟
نحن ضد إجراءات الهدم لأنكم تغضون الطرف عن الإستيلاء على هذه الأراضي، وتسمحون بنقل ملكيتها من الدولة إلى ملكية بعض الأشخاص، والذين بدورهم يبيعونها على المواطن؟ وبعدها لا تعترضون أو تمنعون المواطنين من تشييد المنازل في القرية، لا بل أنكم توصلون لها الخدمات وتبنون فيها المدارس والمساجد وغيرها، وبعد ذلك تأتي جرافاتكم وآلياتكم لتهدمها على رؤوس أصحابها
والنتيجة؛ المواطن يصبح مشرّداً هو وعائلته، وحقوقه تضيع، بالمقابل الهامور الذي باع لهم الأرض، جالس في قصره وأموال المواطنين في جيبه، ولا أحد يحاسبه أو يسائله، وهذا الأمر غير منطقي ولا يقبله عاقل أو منصف، لذا يجب وضع حد لهذه المهازل التي لا يدفع ثمنها غير البسطاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق